كتاب ذيل ابن العراقي على العبر (اسم الجزء: 2)

مولده بغرناطة سنة ثمان وسبع مئة.
وحدّث ب‍ «الموطّأ» رواية يحيى بن يحيى. وقال: عرضته على أبي القاسم محمّد بن أحمد بن جزيّ وحدّثني به عن أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزّبير.
واشتغل بالعربيّة، وغيرها، وبرع وشغل بالعلم، ودرّس، وأفتى، وولي قضاء المالكيّة بحماة، ثمّ نقل قاضيا إلى دمشق، ثمّ أعيد إلى حماة قاضيا، ثمّ طلب إلى الدّيار المصريّة فتوفّي بها. وشرح «التّلقين» (¬١) لأبي البقاء، وقطعة من «التّسهيل».
قال ابن كثير: أقام دهرا طويلا. بحماة يشغل النّاس في فنون من العلم. وكان أستاذا في العربيّة والنّحو والتّصريف وأشعار العرب بارعا في ذلك. وكان يحفظ «الموطّأ» للإمام مالك ويكرّر عليه، ويحفظ فقها كثيرا في مذهبه. وكان في لسانه لثغة في حروف متعدّدة يشقّ عليه التّعبير بسبب ذلك ولولا ذلك لنشر علما عظيما. وكان كثير العبادة والصّلاة، حسن الاعتقاد على طريقة السّلف لكن نقم عليه لكونه استناب ولده ناصر الدّين [٥٧ أ] محمّدا حين ولي القضاء بدمشق، وكان ابنه سيّئ السّيرة قديما وحديثا. انتهى كلام ابن كثير.

ومات يوم الثّلاثاء ثامن عشر شهر ربيع الآخر الأمير شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد (¬٢) ابن الأمير علاء الدّين أبي الحسن عليّ بن حسن بن
---------------
= المفسرين للداودي: ١/ ١١٢، وشذرات الذهب: ٦/ ٢٢٠ - ٢٢١، وهدية العارفين: ١/ ٢١٦.
(¬١) هو-التلقين في النحو-لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري النحوي المتوفى سنة ٥٣٨ هـ‍ (كشف الظنون: ١/ ٤٨٢).
(¬٢) ترجمته في: الوافي بالوفيات: ٧/ ٢٥٢ - ٢٥٣، ووفيات ابن رافع: ٢/الترجمة

الصفحة 292