كتاب رياض الصالحين ت الفحل
279 - باب النهي عن الافتخار والبغي
قَالَ الله تَعَالَى: {فَلاَ تُزَكُّوا أنْفُسَكُمْ هُوَ أعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]، وقال تَعَالَى: {إنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ في الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَليمٌ} [الشورى: 42]
1589 - وعن عياضِ بن حمارٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ تَعَالَى أوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أحَدٍ، وَلاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أحَدٍ». رواه مسلم. (¬1)
قَالَ أهلُ اللغةِ: البغيُ: التَّعَدِّي والاستطالَةُ (¬2).
¬__________
(¬1) أخرجه: مسلم 8/ 160 (2865) (64).
(¬2) انظر: الصحاح 6/ 2281 (بغي).
1590 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا قَالَ الرجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ». رواه مسلم. (¬1)
والرواية المشهورة: «أهْلَكُهُمْ» بِرَفعِ الكاف وروي بنصبها: وذلكَ النْهيُ لِمنْ قَالَ ذَلِكَ عُجْبًا بِنَفْسِهِ، وتَصَاغُرًا للنَّاسِ، وارْتِفاعًا عَلَيْهِمْ، فَهَذَا هُوَ الحَرامُ، وَأمَّا مَنْ قَالَهُ لِما يَرَى في النَّاسِ مِنْ نَقْصٍ في أمرِ دِينِهم، وقَالَهُ تَحَزُّنًا عَلَيْهِمْ، وعَلَى الدِّينِ، فَلاَ بَأسَ بِهِ. هكَذَا فَسَّرَهُ العُلَماءُ وفَصَّلُوهُ، وَمِمَّنْ قَالَهُ مِنَ الأئِمَّةِ الأعْلامِ: مالِكُ بن أنس (¬2)، وَالخَطَّابِيُّ (¬3)، والحُميدِي (¬4) وآخرونَ (¬5)، وَقَدْ أوْضَحْتُهُ في كتاب: «الأذْكار» (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه: مسلم 8/ 36 (2623) (139).
(¬2) التمهيد 21/ 242.
(¬3) معالم السنن 4/ 122.
(¬4) الجمع بين الصحيحين 3/ 287 (2652).
(¬5) البيهقي في «الآداب» (356)، والبغوي (3565).
(¬6): 489.
الصفحة 446