كتاب رياض الصالحين ت الفحل

329 - باب كراهة قوله: خَبُثَتْ نَفْسي
1739 - عن عائشة رضي الله عنها، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسي» متفق عليه. (¬1)
قالَ العُلَمَاءُ (¬2): مَعْنَى «خَبُثَتْ»: غَثَتْ، وَهُوَ مَعْنَى: «لَقِسَتْ» وَلَكِنْ كَرِهَ لَفْظَ الخُبْثِ (¬3).
¬__________
(¬1) أخرجه: البخاري 8/ 51 (6179)، ومسلم 7/ 47 (2250) (16).
(¬2) قاله أبو عبيد والخطابي. كما نقل ذلك ابن حجر في فتح الباري 10/ 692. وانظر: معالم السنن 4/ 121.
(¬3) ويؤخذ من الحديث استحباب مجانبة الألفاظ القبيحة والأسماء، والعدول إلى ما لا قبح فيه. نقله ابن حجر في فتح الباري 10/ 692 عن ابن أبي جمرة.
330 - باب كراهة تسمية العنب كرمًا
1740 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ، فَإنَّ الكَرْمَ المُسْلِمُ» متفق عليه، وهذا لفظ مسلم. (¬1)
وفي رواية: «فَإنَّمَا الكَرْمُ قَلْبُ المُؤمِنِ». وفي رواية للبخاري ومسلم: «يَقُولُونَ الكَرْمُ، إنَّمَا الكَرْمُ قَلْبُ المُؤْمِنِ».
¬__________
(¬1) أخرجه: البخاري 8/ 51 (6182) و (6183)، ومسلم 7/ 46 (2247) (8) و (9).
1741 - وعن وائلِ بنِ حُجرٍ - رضي الله عنه - عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ تَقُولُوا: الكَرْمُ، وَلكِنْ قُولُوا: العِنَبُ، والحَبَلَةُ» (¬1). رواه مسلم. (¬2) -[484]-
«الحَبَلَةُ» (¬3) بفتح الحاء والباء، ويقال أيضًا بإسكان الباء.
¬__________
(¬1) قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين 4/ 312: «الكرم وصف محبوب يوصف به المؤمن ولا سيما إذا كان جوادًا باذلًا للخير بجاهه أو بماله أو علمه فإنه أحق بهذا الوصف من العنب. وإنما يقال: الحبلة، أو يقال: العنب. وأما أَنْ تسميه كرمًا فهذا لا. وهذا والله أعلم له سبب وهو: أنَّ هذا العنب قد يتخذ شرابًا خبيثًا محرمًا؛ لأنَّ العنب ربما يتخذ منه الخمر نسأل الله العافية. بهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يسمى العنب كرمًا، وما يوجد في بعض الكتب المؤلفة في الزراعة ونحوها يقال شجر الكرم أو الكروم داخل في هذا النهي ... ».
(¬2) أخرجه: مسلم 7/ 46 (2248) (12).
(¬3) الحبلة: الأصل أو القضيب من شجر الأعناب. النهاية 1/ 334.

الصفحة 483