كتاب إعراب القرآن للباقولي - منسوب خطأ للزجاج

وهذا مثل قوله تعالى في صفتهم: (وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ) «1» . وقال عز من قائل: (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) «2» فوصفوا في ذلك بالجبن والفرق.
والتقدير: رهبتهم لكم تزيد على رهبة الله. فالمصدر المقدر حذفه في تقدير الإضافة إلى المفعول به.
ومن ذلك قوله تعالى: (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) «3» أي: من صفاء فضة.
ويكون قوله «من فضة» صفة للقوارير، كما أن «قدروها» صفة.
ومن ذلك قوله تعالى: (وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) «4» أي: اقتحام العقبة.
ثم قال: (فَكُّ رَقَبَةٍ) «5» أي: اقتحامها فك رقبة.
(ثُمَّ كانَ) «6» أي: إن كان، أي: ثم كونه من الذين، فحذف «أن» كقوله:
«أحضر الوغى «7» » .
ومن ذلك قوله تعالى: (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ) «8» أي: من كل ذى أمر.
ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ) «9» أي: من خشية عقاب ربهم. والخشية: خوف فيه تعظيم للمخشى منه، بخلاف الإشفاق، فكأنه قال: هم حذرون المعاصي من أجل خشية عقاب الله.
__________
(1) التوبة: 56.
(2) المنافقون: 4.
(3) الدهر (الإنسان) : 16.
(4) البلد: 12.
(5) البلد: 13.
(6) البلد: 17.
(7) جزء من بيت لطرفة بن العبد في معلقته، وهو بتمامة:
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغي ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
[.....]
(8) القدر: 4 و 5.
(9) المؤمنون: 57.

الصفحة 94