كتاب الجمل في النحو للخليل بن أحمد

ذلك لنصب صبرا على الأمر يقول أمري وأمرك صبر جميل
قال طرفة
( أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض )
كأنه قال رحمتيك لأن التحنن من الرحمة أي ارحمنا رحمة بعد رحمة
وأما قولك لبيك إنما يريدون قربا ودنوا على معنى إلباب بعد إلباب أي قرب بعد قرب فجعلوا بدله لبيك ويقال ألب الرجل بمكان كذا وكذا أي أقام
وكان الوجه أن تقول لبيتك لأنهم شبهوا ذلك باللبب فإذا اجتمع في الكلمة حرفان غيروا الحرف الأخير كما قال الله جل وعز ( وقد خاب من دساها ) والأصل دسسها

الصفحة 153