كتاب الجمل في النحو للخليل بن أحمد

رفع الليل والنهار لأنه جعلهما اسما ولم يجعلهما ظرفا وكذلك يلزمون الشيء الفعل ولا فعل وإنما هذا على المجاز كقول الله جل وعز في البقرة (فما ربحت تجارتهم) والتجارة لا تربح فلما كان الربح فيها نسب الفعل إليها ومثله (جدارا يريد ان ينقض ولا إرادة للجدار وقال الشاعر
(لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى ... ونمت وما ليل المطي بنائم)
والليل لا ينام وإنما ينام فيه وقال آخر
(فنام ليلي وتجلى همي)
وتقول هو مني فرسخان ويومان لأنك تقول بيني وبينه فرسخان ويومان فإذا قلب هو مني مكان الثريا ومزجر الكلب نصبت لأنك لا تقول بيني وبينه مكان الثريا ولا مزجر الكلب وقال الشاعر
(وأنت مكانك في وائل ... مكان الثريا من است الحمل)

الصفحة 44