كتاب الزهد الكبير للبيهقي
282 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَضْرَةَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا كَتَبَ إِلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنْ عِظْنِي، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: " §أَمَّا بَعْدُ، فَاجْعَلِ الدُّنْيَا كَيَوْمٍ صُمْتَهُ عَنْ شَهْوَتِكَ، وَاجْعَلْ فِطْرَكَ الْمَوْتَ، فَكَأَنْ قَدْ وَالسَّلَامُ. . قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ زِدْنِي فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَلَا يَرَاكَ اللَّهُ عِنْدَ مَا نَهَاكَ عَنْهُ، وَلَا يَفْقِدُكَ عِنْدَ مَا أَمَرَكَ بِهِ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: زِدْنِي، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَارْضَ مِنَ الدُّنْيَا بِالِيَسِيرِ مَعَ سَلَامَةِ دِينِكَ، كَمَا رَضِي أَقْوَامٌ بِالْكَثِيرِ مَعَ ذَهَابِ دِينِهِمْ وَالسَّلَامُ "
283 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: §«فَضُولُ الدُّنْيَا رِجْسٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
قَالَ مَنْصُورٌ: فَأَخْبَرَنِي سَعْدَانُ بْنُ حُمَيْسٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، §مَا فَضُولُ الدُّنْيَا؟ قَالَ: «أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ فَضْلُ رِدَاءٍ وَأَخُوكَ عَارٍ، وَيَكُونَ عِنْدَكَ فَضْلُ حِذَاءٍ وَأَخُوكَ حَافٍ»
284 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيَّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُوسُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ يَقُولُ: " §كُلُّ الدُّنْيَا فُضُولٌ إِلَّا -[143]- خَمْسَ خِصَالٍ: خُبْزٌ يُشْبِعُهُ، وَمَاءٌ يُرْوِيهِ، وَثَوْبٌ يَسْتُرُهُ، وَبَيْتٌ يُكِنُّهُ، وَعِلْمٌ يَسْتَعْمِلُهُ "
الصفحة 142