كتاب الزهد الكبير للبيهقي

37 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: " §ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الصَّلَاحِ فِي الْغِنَى: الزُّهْدُ مِنَ الْحَرَامِ تَارِكًا لَهُ، وَإِخْرَاجُ الْحُقُوقِ مِنَ الْمَالِ أَدَاءً لِلْغَرَضِ فِيهِ، وَالتَّوَاضُعُ لِجَمِيعِ النَّاسِ خَوْفًا مِنَ الْكِبْرِ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الصَّلَاحِ فِي الْفَقْرِ: الْقَنَاعَةُ بِالْمَقْدُورِ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ، وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ إِظْهَارًا لِلشُّكْرِ عَلَى النِّعَمِ، وَتَرْكُ التَّوَاضُعِ لِلْمُكْثِرِ طَمَعًا فِيهِ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ حُبِّ الْآخِرَةِ: كَثْرَةُ الْبُكَاءِ، وَالذِّكْرِ لَهَا، وَدَوَامُ الشَّوْقِ إِلَيْهَا، وَبُغْضُ الدُّنْيَا مِنْ أَجْلِهَا "
38 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا} [القصص: 83] قَالَ: «لَا يَجْزَعُ مِنْ ذُلِّهَا وَلَا يُنَافِسُ فِي عِزِّهَا»
39 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْيَدَ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْوَرَّاقَ يَقُولُ: «§بِعْتَ الْعِزَّ مِنْ شَهْوَةِ الْعِزِّ، وَاشْتَرَيْتَ الذُّلَّ مَخَافَةَ الذُّلِّ، هَذَا جَزَاءُ مَنَ خَالْفَ رَبَّهُ»
40 - أخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: " §اخْتَلَفُوا عَلَيْنَا فِي الزُّهْدِ بِالْعِرَاقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: فِي مُجَانَبَةِ النَّاسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: تَرْكِ الشَّهَوَاتِ " قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: وَقَوْلُهُمْ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ -[72]- قَالَ أَحْمَدُ: وَمَنْ تَرَكَ لِقَاءَ النَّاسِ فَهُوَ لِلشَّهَوَاتِ أَتْرَكُ

الصفحة 71