كتاب الزهد الكبير للبيهقي

46 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ الْمُعَمَّرِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ فَقَالَ: «§يَا فَاطِمَةُ، عِنْدَكِ دِرْهَمٌ أَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: «فَعِنْدَكِ الْفُلُوسُ أَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا؟» قَالَتْ: لَا، وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ: أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَقْدِرُ عَلَى دِرْهَمٍ تَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا وَلَا عَلَى فُلُوسٍ تَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا؟ فَقَالَ: «هَذَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مُعَالَجَةِ الْأَغْلِالِ غَدًا فِي جَهَنَّمَ»
47 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدَ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَوَّاصُ قَالَ: سَمِعْتُ عِلَّانَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَنَّاءَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَرِيًّا السَّقَطِيَّ يَقُولُ لِإِبْرَاهِيمَ الْبَنَّاءَ: «§يَا بَنَّاءُ، لَيْسَ مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا تَقَذُّرًا مِثْلَ مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا تَصَبُّرًا»
48 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى الْكَرَابِيسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ يَقُولُ: «§سُئِلَ ابْنُ مُعَاذٍ عَنِ الزُّهْدِ» فَقَالَ: تَرْكُ الْبُدِّ
49 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الدِّمَشْقِيَّ §وَسُئِلَ عَنِ الزُّهْدِ، فَقَالَ: «أَنْ يَزْهَدَ فِيمَا لَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَهْوَى مَا لَيْسَ لَهُ»
50 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ الْعُكْبَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: «§كَيْفَ يَكُونُ زَاهِدًا مَنْ لَا وَرَعَ لَهُ؟ تَوَرَّعْ -[74]- عَمَّا لَيْسَ لَكَ، ثُمَّ ازْهَدْ فِيمَا لَكَ»

الصفحة 73