كتاب كتاب الردة للواقدي

الْيَمَامَةِ، وَهُمَا يَشْهَدَانِ لِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ أَشْرَكَنِي فِي نُبُوَّتِهِ مِنْ قَبْلِ وَفَاتِهِ) .
قَالَ: فَأَقْبَلَ قَوْمٌ مِنْ أَشْرَافِ بَنِي حَنِيفَةَ إِلَى الرَّجَّالِ بْنِ نَهْشَلٍ وَمُحْكَمِ بْنِ الطُّفَيْلِ فَقَالُوا لَهُمَا: (إِنَّ مُسَيْلِمَةَ بْنَ حَبِيبٍ قَدِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَيَزْعُمُ لَنَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ أَشْرَكَهُ فِي النُّبُوَّةِ قَبْلَ وَفَاتِهِ وَأَنْتُمَا شَاهِدَانِ، مَا مَعَكُمَا وَأَنْتُمَا شَيْخَانِ صَادِقَانِ، فَمَا الَّذِي عِنْدَكُمَا) . قَالَ الرَّجَّالُ بْنُ نَهْشَلٍ: (لَقَدْ صَدَقَ مُسَيْلِمَةُ فِي قَوْلِهِ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ أَشْرَكَهُ فِي نُبُوَّتَهِ قَبْلَ وَفَاتِهِ) ، وَقَالَ مُحْكَمُ بن الطفيل: (وأنا أشهد بذلك) .
قال: فعندها تَسَارَعَ النَّاسُ إِلَى مُسَيْلِمَةَ، وَآمَنُوا بِنُبُوَّتِهِ إِلا الْقَلِيلَ مِنْهُمْ، فَأَنْشَأَ رَجُلٌ [1] مِنْ مُؤْمِنِي أَهْلِ اليمامة يقول [2] :
__________
[ () ] الأمر، كان من سادات أهل اليمامة يلقب بمحكم اليمامة، قتل مع مسيلمة في حديقة الموت، رماه عبد الرحمن بن أبي بكر بسهم وهو قائم يخطب في بني حنيفة يحرضهم على الصبر والقتال. (الطبري 3/ 88- 95، الكامل في التاريخ 2/ 265- 267، البداية والنهاية 6/ 341، الاكتفاء ص 85، 114، كتاب الفتوح 1/ 31- 37) .
[1] الشاعر هو ابن عمرو اليشكري، كما في الاكتفاء ص 76، وتنسب لغيره منهم: حنيف بن عمير اليشكري (معجم الشعراء ص 243 والحماسة البصرية 2/ 77 والإصابة 2/ 184) ، ويزيد بن المهلب (البيان والتبيين 3/ 260) ، وإبراهيم بن العباس (أمالي المرتضى 1/ 486) .
[2] الأبيات مع بيت آخر في: الاكتفاء ص 78- 79.
والأبيات: 1، 2، 5، 6، 8 في الإصابة 2/ 185 لحنيف بن عمير اليشكري، وخزانة الأدب 2/ 541 ط بولاق، ومن الضائع من معجم الشعراء ص 49.
والأبيات: 1، 3، 5، 9 في الإصابة 5/ 161 لعمير بن ضابئ اليشكري، وقطع من كتاب الردة ص 16- 17.
والبيت الثامن: في كتاب سيبويه 2/ 109، 315، والبيان والتبيين 3/ 290، والحيوان 3/ 49، والممتع في صنعة الشعر ص 336، وجمهرة اللغة 2/ 82 وأساس البلاغة 1/ 467، ومعجم الشعراء ص 243، وأمالي المرتضى 1/ 486، والصحاح واللسان والتاج (فرج) لأمية بن أبي الصلت، وروى في كتب كثيرة أخرى لأن البيت من الشواهد النحوية وأبيات الحكمة.

الصفحة 109