وعمر بن سلامة وخديجة بنت الرضى قالوا: أنا أبو المجد محمد بن الحسين القزويني: أنا منصور بن محمد بن أسعد العطاري سنة سبع وستين وخمسمائة قال: أنا محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي وساق حديث قلوب العباد بين إصبعين من أصابع رب العالمين ثم قال: " الأصبع صفة من صفات الله تعالى، وكذلك كل ما جاء به الكتاب والسنة من هذا القبيل من صفات الباري: كالنفس، والوجه، والعين، واليد، والرجل، والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك، والفرح فهذه ونظائرها صفات لله ورد بها السمع يجب الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل، مجتنبا عن التشبيه، معتقدا أن الباري لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق، قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
وعلى هذا مضى سلف الأمة وعلماء السنة، تلقوها جميعا بالإيمان والقبول، وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم، فقال: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7].
قال الزهري: "على الله البيان، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم".
67 - أنشدنا الحافظ القدوة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن