كتاب التخريج عند الفقهاء والأصوليين

ولكنها شرط لقبول فتواه والعمل بموجبها (١).
تلك هي الشروط المتعلقة بشخص المجتهد أما غير ذلك من شروط كالحرية والذكورة فقد نص على عدم الاعتداد بها بعض الأصوليين وأهملها أكثرهم. وإنما لم يعتد بهما، لإمكان حصول الاجتهاد مع عدمهما (٢)، ولأن الصحابة قد رجعوا إلى فتاوى عائشة- رضي الله عنها- (٣) وسائر أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم-.
ولأن التابعين أخذوا بفتاوى نافع (٤)، مولى عبد الله بن عمر (٥) وعكرمة (٦)
---------------
(١) المستصفى في الموضع السابق، والتقرير والتحبير ٣/ ٢٩٥.
(٢) التقرير والتحبير ٣/ ٢٩٤، وجمع الجوامع في الموضع السابق.
(٣) هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان القرشية تكنى بأم عبد الله، كانت من افقه نساء المسلمين، وأعلمهن بالدين والأدب. تزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم- في السنة الثانية من الهجرة. كانت أحب نسائه إليه، وأكثرهن رواية عنه. توفيت في المدينة سنة ٥٨هـ.
راجع في ترجمتها: شذرات الذهب ١/ ٦١، والأعلام ٢/ ٢٤٠.
(٤) هو أبو عبد الله نافع مولى عبد الله بن عمر، ديلمي الأصل، مجهول النسب، أصابه عمر في بعض غزواته. كان من كبار التابعين وفقهائهم ومحدثيهم. سمع مولاه وأبا سعيد الخدري وعائشة وأبا هريرة. كان ثقة في روايته للحديث. أرسله عمر بن عبد العزيز إلى مصر ليعلم أهلها السنن. توفي سنة ١١٧هـ على أشهر الأقوال.
راجع في ترجمته: وفيات الأعيان ٥/ ٤، وشذرات الذهب ١/ ١٥٤، والأعلام ٨/ ٥.
(٥) هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أسلم مع أبيه وهو صغير، وهاجر إلى المدينة، كان ورعاً كثير الاتباع لآثار رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومجاهداً، لم يتخلف عن السرايا في عهد النبي. وكان من أعلم الصحابة بمناسك الحج كثير الاحتياط والتحري في فتواه. توفي سنة ٦٣هـ، وقيل سنة ٧٣هـ، وقيل سنة ٧٤هـ، وقيل غير ذلك.
راجع ترجمته: وفيات الأعيان ٢/ ٢٣، وشذرات الذهب ١/ ٨١، والأعلام ٤/ ١٠٨.
(٦) هو أبو عبد الله البربري المدني. مولى عبد الله بن عباس. تابعي، كان من أعلم الناس بالتفسير والمغازي. تنقل في البلدان، وروى عنه زهاء ثلاثمائة =

الصفحة 326