كتاب التخريج عند الفقهاء والأصوليين
وذكر ابن الهمام (ت ٨٦١هـ) (١) أنه لا مانع من تعدد موضوع العلم الواحد، إذا كانت له غاية واحدة، فالموضوع تابع للغاية التي توجد في الذهن (٢)، وهذا ما ذهب إليه الشريف الجرجاني (ت ٨١٦هـ) (٣) وغيره (٤).
على أنه مهما يكن من أمر فإن تخريج الفروع على الأصول يبحث في
---------------
(١) هو: كمال الدين محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود السيواسي الأصل، ثم الإسكندري، ثم القاهري، العالم الحنفي المعروف بابن الهمام والمشارك في عدد من العلوم كالفقه والأصول والتفسير وعلم الطبيعة والفرائض والتصوف والنحو والصرف وغيرها.
عرف عنه أنه جدلي مناظر، وكان يقول: أنا لا أقلد أحداً في المعقولات. تنقل في البلدان، وكان آخر مطافه العودة إلى مصر. حيث توفي في القاهرة سنة ٨٦١هـ.
من مؤلفاته: شرح الهداية في الفقه المسمى فتح القدير للعاجز الفقير، والمسايرة في العقائد المنجية في الآخرة، والتحرير في أصول الفقه، وله مختصر في الفقه سماه زاد الفقير وغيرها.
راجع في ترجمته: مفتاح السعادة ٢/ ١٣٥ - ١٣٦، شذرات الذهب ٧/ ٢٩٨، هدية العارفين ٢/ ٢٠١، معجم المطبوعات ١/ ٢٧٨، الأعلام ٦/ ٢٥٥، معجم المؤلفين ١٠/ ٢٦٤.
(٢) التحرير مع شرحه تيسير التحرير ١/ ١١ و١٢.
(٣) هو: علي بن محمد بن علي الجرجاني الحسني الحنفي، ويعرف بالسيد الشريف. ولد بجرجان وإليها نسب، ودرس في شيراز، وفر منها إلى سمرقند بعد دخول تيمور لنك غليها. ثم عاد على شيراز بعد موت تيمورلنك، فأقام فيها حتى توفاه الله سنة ٨١٦هـ. شارك في كثير من العلوم لا سيما الفلسفية والعربية والأصولية، وبرع فيها حتى قالوا عنه إنه علامة دهره، وعالم بلاد الشرق.
من مؤلفاته: التعريفات، شرح المواقف، شرح السراجية في الفرائض ورسالة في متن أصول الحديث وغيرها.
راجع في ترجمته: مفتاح السعادة ١/ ١٨٧، الأعلام ٥/ ٧، معجم المؤلفين ٧/ ٢١٦.
(٤) حاشيته على شرح العضد على مختصر ابن الحاجب ١/ ١٦.
الصفحة 54
398