كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

بالرفد أي بالتعاون يرفد بعضهم بعضا عليَّ عندك ويسعون بي وقال:
فمن عصاكَ فعاقِبْه معاقبةً ... تنهى الظَلومَ ولاتقعدْ على ضَمدِ
إلا لمثلكَ أزمن أنتَ سابقُه ... الجوادِ إذا استولى على الأمدِ
الأصمعي: لا تقعد على غيظ وغضب إلا لمثلك في حالك أو لمنَ فضلك عليه كفضل السابق على المصلِّي فأما من دون ذلك فأمض فيهم إرادتك. وقال:
فان أكُ مظلوماً فعبدٌ ظلمتَه ... وأن تك غضبانا فمثلك يعتَب
يريد إني غير ممتنع من ظلمك إن كنت ظلمتني كما لا يمتنع العبد من فعل سيده وإن تك غضبانا فلك العتبى أي لك الرجوع إلى ما تحب. وقال:
ولكنني كنت امرءً إلى جانب ... من الأرضِ فيه مستراد ومذهب
ملوك وإخوان إذا ما لقيتهم ... أحكمَّ في أموالهِم وأقرّب
كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطنعتَهم ... فلم ترهم في مثلِ ذلك أذنبوا
يقول اجعلني كهؤلاء القوم الذين صاروا إليك وكانوا مع غيرك فاصطنعتهم وأحسنت إليهم ولم ترهم مذنبين إذ فارقوا من كانوا معه، يقول فأنا مثلهم صرت عنك إلى عنك إلى غيرك فاصطنَع إليَّ وأحسنَ بي فلا ترني مذنبا إذ لم تر أولئك مذنِبين.

الصفحة 1131