كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

الكاشحون الأعداء سممّوا بذلك لأنهم يخبأون العداوة في كشوحهم، والحنادر نواطر العيون واحدها حندورة. أي إذا رأوه كأنه على أبصارهم من بغضه. وقال:
على حين أن دَنت لكل قرارة ... مذانب لا تُجدي على من أسالها
مذانب لا تستنبِت العودَ في الثرى ... ولا يتحاذَى الحائمون فِضَالها
المذانب مسايل الماء، والقَرارة مستقره، يقول ليست هذه المذانب تنبت إنما هي مذانب شحناء، يتحاذى من الحُذيا أي يعطي بعض بعضا، والفضال ما فضل منها. وقال زيد الخيل:
وأسلَم عِرسه لما التقينا ... وأيقن أننا صهْب السِبال
يقال للأعداء صهب السبال ويقال أصل هذا أن العجم صهب السبال وكانوا لهم أعداء فكثر حتى قيل للأعداء ممن كانوا: صهب السبال. وقال آخر من ضبة:
لا تجعلونا إلى مولى يحلُ بنا ... عقدَ الحِزام إذا ما لِدنا مالا
أي إذا رآنا في شر أعان علينا. وقال جرير:
ونُبئت غسان ابن واهصةِ الخُصى ... يلجلج مني مضغة لا يحيِرها
واهصة شادخة تشدخ الخصى لتلين فتشويها أو تطبخها، يلجلجها

الصفحة 1135