كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

واشتغروا في دينِهم حتى أشتغَرَ ... فقد تكبّدتَ المناخَ المشتهرَ
اشتغروا انتشروا، حتى اشتغر الدين أي انتشر، تكبدت نزلت وسطه وأصله من الكبد، أي نزلت منزلا مشهورا فانظر ما تفعل. وقال رؤبة:
وجامعُ القطرينِ مطرِخمّ ... بيض عينيْه العَمى المعمّي
أي رب جامع القطرين - وهو مثَل وذلك أن الناقة إذا لقحت زمّت برأسها وشالت بذنبها واستكبرت، فقال: ربّ مستكبر كاستكبار هذه الناقة قد أصابه كذا، مطرخم مستكبر ومثله مصلخِمّ ومطَلِخمّ. وقال طفيل:
فذوقوا كما ذقنا غداةَ محجّرٍ ... من الغيظِ في أكبادِنا والتحوّب
يعني التوجع، ويقال بات بحِيبة سَوء من هذا ولا يقال حِيبة صدق، وقال سلامة بن جندل:
أما الخَلى والمسحُ إن كان منةً ... عليّ فإني غيرِ خالٍ وما سح
ومستهرِع خالا ولؤم خليقةٍ ... صقَعت بشرّ والأكف لواقح
رجلٍ يُلقيِ الخلى، والماسح الذي يمسح الضروع، ومستهرع

الصفحة 1140