كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

هل سّركم في جمادَي أن نصالحكم ... إذ الشَقاشق معدول بها الحنَك
قال كان هذا في جمادي، يقول سرَّكم أنا لكم سلم في هذا الوقت. وذلك أن بني عامر لما قتلوا بني تميم يوم جبلة قالوا: لم يبق من تميم الأبقية فنغزوهم فنستأصلهم، فغزوهم يوم ذي نجب فقتلتهم تميم. قوله الشقاشق معدول بها الحنك - يريد إذ تهدرون والشِقشقة أبدا تكون من جانب.
أو سَرَّكم إذ لحِقنا غيرَ فخركم ... بأنكم بين ظَهَري دجلة السَمَك
يقول لحقنا ملحقا ليس كما تفخرون، أي سركم أنكم سمك فتقتلوا. وقال رؤبة.
إذا الأمور أولعت بالشَخز ... والحرب عسراء اللقاح المغزى
الشخز الطعن، يريد أن الأمور تطعن هاهنا وهاهنا فتفسد، والمغزى التي لا تنتَج الأبعد بطء، يقال شاة مغزِية وأتان مغزية. وأنشد لذي الرمة:
رَباع أقبّ البطن جأب مطرّد ... بلجييه صَكّ المغزِيات الرَّواكل
عسراء اللقاح يقول تلقح لقاحا عسِرا، وإنما يريد أن الحرب لا تكاد تنقطع. وقوله:

الصفحة 1145