كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 3)

ذُهب ببيت الأعشى هذا لمذهب، أراد الجازر والأشهر أنه الضارب بالقداح، واحتج من قال ذلك بقول الشاعر.
لم يزَل بكَ واشيهم ومكرهم ... حتى أشاطوا بغيبِ لحَمٍ من يسَروا
أي جزأوا، يقال يَسرت الناقةَ إذا جزأت لحمها، وبقول آخر سحيم بن وثيل:
أقول لهم بالشعبِ إذ ييسرونني ... ألم تيأسوا أنّي ابن فارسٍ زَهدَمِ
أي يجتزئونني ويقسمونني - ألم تعلموا، من قول الله عز وجل " أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا " ويروي: يأسرونني، من الأسر. وقال كعب بن زهير:
له خلفَ أذنابها أزمَل ... مكان الرقيبِ من الياسرينا
جعل الياسرين أصحاب، والرقيب رجل يقام خلف الحرْضة الياسرين أصحاب القداح، والرقيب رجل يقام خلف الحُرْضة وهو الذي يجيل القداح للأيسار فان آنس منه احتيالا أخبرهم بذلك. وقال أبو داواد:
كمقاعدِ الرقباءِ للضُرباءِ أيديهم نواهد
وقال أبو ذؤيب:
فوردنَ والعيوقُ مقعدٌ رابيء ال ... ضرباء خلِف النجمِ لا يتتلَع

الصفحة 1148