كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 3)

قداح الأيسار فهو لثقته بفوزه وأمنه من خيبته يقدح ناره ويهيئ قدوره قبل الإفاضة به، ومثل ذلك قوله:
مفدي مؤدي باليدين ملعّن ... خليع لحام فائز متمنح
لحام جمع لحم، أراد أنه يختلع القسم من هذا فيجعله لهذا متمنح مستعار، ويقال للأيسار: الخلعاء، الواحد خليع لأن بعضهم يخلع بعضاً من ماله، من ذلك قوله:
مكان الذئب كاليسر الخليع
قوله مفدي يريد عند صاحبه لفوزه، وملعن عند الخيبة، ومثل ذلك قوله:
حسرت عن كفي السر بال آخذه ... فردا يجرّ على أيدي المفدينا
ثم انصرفت به جذلان مبتهجا ... كأنه وقف عاج بات مكنونا
قال وأما المنيح أحد الثلاثة التي لا حظوظ لها فهو الذي يذكر في كرّ الشيء وإعادته لأنه يعاد مع كل قداح يضرب بها ليكثر به وبصاحبيه. وقال الأخطل:
ولقد عطفن على فزارة عطفة ... كر المنيح وجلن ثمّ مجالا
يعني خيلا. وقال الكميت:
أقول لكم هذا وفي النفس خطة ... أطيل بها كرّ المنيح جدالها
أراد أطيل بهذه الخطة جدال النفس وأكرر من ذلك كما يكر

الصفحة 1156