كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 3)

جرى القدح بكذا، ويقال لأنها تجري في الأيادي، والطرائف ما استطرف، والسبد ماله، يقول ما كان من تالد مال فهو له طريف لأنه يستفيده، والسبد أصله الشعر، واللبد الصوف، يريد المعز والضأن وقد يستعار ذلك فيوضع في غيرهما من المال.
إذا انتحت بالشمال سانحةً ... جال بريحا واستفردته بعده
انتحت تحرفت القداح، والسانحة التي تأتيك عن يمينك، يقول إذا ترادت فلم تخرج وذلك أن الرجل يزجل بها سانحاً ويخرج القدح بارحاً فإن لم يخرج وترادت كانت سانحة. وأخذه ابن مقبل في قوله:
صريع درير مسه مس بيضة ... إذا سنحت أيدي المفيضين يبرح
استفردته يده أي أخرجته فردا.
نعم نجيش القرى نهيب به ... ليلا إذا البرك حاردت رفده
النجيش الرجل تبعث به يحوش الصيد شبه القدح به، والبرك الإبل، حاردت منعت درها، رفده جمع رفود وهي الناقة الغزيرة اللبن وذلك في الشتاء، نهيب به نصوت، وهذا مثل.
وقال المنخل اليشكري:

الصفحة 1165