كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 3)

وقال عروة بن مرة يذكر صاحباً له:
فظل يرقبني كأنه زلم ... من القداح به ضرس وتعقيب
ضرس مضغ بالضرس وشد بالعقب، شبه مضى صاحبه بالقدح.
وقال العجاج:
جئنا وما في قدحنا من مقرم ... ليس بخوار ولا مهصم
ولا بمعلوب ولا موصم ... ذو وجزأة تنبي ضروس العجم
من مقرم كان الرجل إذا أراد أن يعلم قدحه قرمه بضرسه ليؤثر فيه فيعرفه، يقول فقد حنا إذا قرم لم يمكن الضرس، وهذا مثل لم يرد القدح بعينه، أي أمرنا إذا غمز نبا بمن يغمزه، والخوار الذي ليس بصلب، والمهصم المكسر، والموصم الذي فيه وصوم وهي عيوب، والجزأة النصاب وأراد بالجزأة هاهنا الأصل العظيم.
وقال ابن مقبل:
وعاتق شوحط صم مقاطعها ... مكسوة من جياد الوشى تلوينا
عارضتها بعنود عير معتلث ... ترن منه متون حين يجرينا
عاتق خالص اللون يعني قداحاً كراماً تجعل في خرق من الوشي،

الصفحة 1168