كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 3)

وقال أوس بن حجر وذكر رجلاً أغار غارة:
بجنب حبي ليلتين كأنما ... يفرط نحساً أو يفيض بأسهم
فجلجلها طورين ثم أجالها ... كما أرسلت محشوبةً لم تقرم
حبي موضع، يفرط نحساً يقدمه والفارط المتقدم، أي ينتظر بقدر ما يذهب عنه الطيرة فتسبقه، أو بقدر ما يفيض بأسهم، يريد أن مقامه كان بقدر هذا، ثم أرسل الخيل في الغارة كما أرسلت قداح مخشوبة أي منحوتة النحت الأول ولم تلين من العجلة، جلجلها حركها، ثم أرسلها، ويروى: تقوم، وتقرم أي تعلم.
وقال الفرزدق وذكر نساء سبين:
خرجن حريرات وأبدين مجلدا ... وجالت عليهن المكتّبة الصفر
حريرات أي محرورات أي يجدن حرارة المصيبة، المجلد شيء من أدم يلتدم به، والمكتبة القداح عليها أسماء أصحابها أو علامات لهم.
وقال طرفة وذكر رجلاً أعطاه ناقة:
متعني يوم الرحيل بها ... فرع تنقاه القداح يسر
فرع قدح من أعلى قضيب وهذا مثل شبه الرجل به.
وقال الكميت:
هم المغيرون والمغبوط جارهم ... في الجاهلية إذ يستأمر الزلم
الزلم واحد الأزلام وهي القداح وكانوا إذا أرادوا أمراً ضربوا

الصفحة 1172