كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 3)

المصلون وهم الذين جاؤوا بعدهم من خبر موته بعين جلية، والمصلي الثاني من السوابق، ويروى: وآب مضلوه أي قابروه. وقال يرثي:
يقولون حصن ثم تأبى نفوسهم ... وكيف بحصن والجبال جنوح
أي يقولون مات حصن ثم تأبى أنفسهم ذلك ويقولون كيف يكون ذلك والجبال على حالها؟ يريد أنه لو مات لتضعضعت الجبال.
وقال الأعشى:
فيا أخوينا من أبينا وأمنا ... ألم تعلما أن كل من فوقها لها
أي كل من فوق الأرض صائر إليها أي مقبور فيها.
وقال لبيد:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحب فيقضى أم ضلال وباطل
حبائله مبثوثة بمسيله ... ويفني إذا ما أخطأته الحبائل
النحب النذر، وحبائله مناياه يعني أنه يهرم إن لم يأته الموت في شبابه، ومنه قيل للشيخ الكبير: فإن أي هرم.
وقال لبيد:
قضيت لبابات وسليت حاجةً ... ونفس الفتى رهن بقمرة مؤرب
المؤرب المقامر، يقال آربت على القوم أي فلجت، أي نفس الفتى محتبسة للموت.
وقال يرثي:

الصفحة 1201