كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

وحتى سرت بعد الكرى في لويه ... أساريع معروف وصرت جنادبه
اللوي البقل حين يبس وفيه بعض الرطوبة، يقول: الأساريع تصعد في اللوى بعد النوم، واحدها أسروع، ومعروف واد.
وقال آخر:
بأرض خلاء ما يغشى بعيرها ... على الماء طراد الشذى ولبودها
الشذى ذباب الإبل وهو يؤذيها الواحد شذاة. ولبودها ما لبد منها، يقول ليس بها نبات فيكون بها ذباب، وإنما قيل فرية غناء لأن الذباب يكثر فيها ويصوت وفي صوته غنة.
وقال آخر:
كأن بني ذؤيبة رهط حسل ... فراش حول نار يصطلينا
يطفن بحرها ويقعن فيها ... ولا يدرين ماذا يتقينا
نسبهم إلى الجهل والطيش، يقال أطيش من فراشة، وما فلان إلا فراش نار وذبان طمع، ويقال فلان أزهى من ذباب، وإنما قيل ذلك لأنه يسقط عل أنف الملك الجبار ومآقي عينيه. وأنشد:
وأعظم زهواً من ذباب على خر ... وأبخل من كلب عقور على عرق
وقال الراجز يصف البعوض:
وليلة ما أدر ما كراها ... أمارس البعوض في دجاها
كل زجول خفق حشاها ... لا يطرب السامع من غناها

الصفحة 609