كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

الصيفي لا يجد في الأرض من النبات ما يسقط عليه فهو سائم ذاهب في الرض.
وقال ذو الرمة:
يضحي به الأرقش الجون القرا غردا ... كأنه زجل الأوتار مخطوم
الأرقش الجراد، الجون القرا غردا، كأنه طنبور زجل الأوتار.
معروريا يرمض الضراض يركضه ... والشمس حيرى لها بالجو تدويهم
معرورياً يعني الجرادقد ركب رمض الحصا، والرمض شدة الحر أي باشره، يركضه ينزو من شدة الحر، والشمس حيرى كأنها لا تمضي من بطئها، والتدويم التدويرأي تدور الشمس على الرؤوس كانها ركدت من طول النهار، يقال ذوم الطائر إذا دار وارتفع.
كأن رجليه رجلاً مقطف عجل ... إذا تجاوب من برديه ترنيم
يريد كأن رجلي الجرادة رجلا رجل عجل يستحث جمله برجله فهو ينزو، وبراده جناحاه، يقول تصر رجلاه في جناحيه فتسمع صوتهما، ترنيم تصويت. ومثله قول أبي زبيد الطائي: ونفى الجندب الحصى بكراعيه وأذكت نيرانها المعزاء وقال آخر:
وصر في جناحه إذ نشره ... وظيف ساق حمشة مؤشره
أي لها تأشير. وقال آخر:

الصفحة 611