كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

منيته، والثقوفة والثقافة واحد وهو الحذق، وانقضابها انقطاعها.
تدلّى عليه بين سبٍّ وخيطة ... بجرداءٍ مثل الوكف يكبو غرابها
السب في كلام هذيل مثل السبب، والخيطة الوتد، يقول هو بين الحبل والوتد في أعلى الجبل، والوكف النطع، جرداء صخرة ملساء يزل عنها الغراب من ملاستها.
فلما جلاها بالأيام تحيزت ... ثبات عليها ذلّها واكتئابها
جلاها طردها وأخرجها والإيام الدخان، تحيزت انحازت وتميزت قطعاً قطعاً، ثبات جماعات الواحدة ثبة.
وقال أيضاً وذكر خماراً جلب خمراً:
فبات بجمع ثم تمّ إلى منى ... فأصبح راداً يبتغي المزج بالسحل
فجاء بمزج لم ير الناس مثله ... هو الضحك إلا أنه عمل النحل
راداً أي مرتاداً يطوف يبتغي عسلاً يمزج به خمره، والمزج العسل والسحل النقد، يقال سحله مائة درهم مثل نقده، والضحك الثغر يقول جاء بعسل هي الثغر بياضاً، قال الأصمعي سألت بن أبي طرفة عن الضحك فقال أظنه أراد المضحك أي بياض الثغر.
وقال ابن الأعزابي يقال للطلع الضحك والأغريض، يقال ضحك النخل وهو أن ينشق كافوره عن طلعه.
يمانيةٌ أحيا لها مظّ مأبد ... وآل قراس صوب أسفية كحل

الصفحة 619