كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

تكشفت النحل عن ذي متون أي عسل له طرائق بيض وشبهها بالربط في البياض، والهف الخالي الذي ليس فيه شيء مخرب أخذ من الخراب، أراد قرص العسل.
وكأن ما جرست على أعضادها ... حيث استقّل بها الشرائع محلب
أعضادها أجنحتها، يريد أنها تحمله عليها وشبه ما تحمله من الشمع بحب محلب، قال الأصمعي: ولا يدري من أين تجيء بالشمع، والشرائع طرائق في الجبل شرعت فيه لترعى.
حتى أشبَّ لها وطال إيابها ... ذو رجلة شئن البراثن جحنب
يقول أبطأ رجوعها وطال حبسها في مسرحها واستمكن مناخذه ذو رجلة صبور على المشي، وقوله: شئن البراثن - والبرثن لا يكون للإنسان إنما هو للسباع فاستعاره، والجحنب القصير.
معه سقاء لا يفرّط حمله ... صفن وأخراص يلحن ومسأب
يقول لا يخلف سقاءه أين ذهب، والصفن وعاء فيه أداته، والأخراص أعواد يخرج بها العسل وهي المشاور، ومسأب سقاء ضخم.
صب اللهيف لها السبوب بطغية ... تنبي العقاب كما يلطّ المجنبُ

الصفحة 622