كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

ترى الشزّ قد أفنى دوابر وجهه ... كضب الكدى أفنى براثنه الحفر
قال: الضب لا يتخذ جحره إلا في كدية وهو الموضع الصلب وإلا في ارتفاع عن المسيل ولذلك تنقص براثنه وتكل لأنه يحفر في الصلابة يعمق في الحفر. وقال كثير:
فإن شئت قلت له صادقً ... وجدتك بالقفّ ضباً جحولا
من اللاء يحفرون تحت الكدى ... ولا يتبعن الدماث السهولا
وإنما يحفر في الصربة خوفاً من انهيار الجحر عليه. وقال كثير:
ومحترش ضبّ العداوة منهم ... بحلو الرقي حرش الضباب الخوادع
تريد الدخول فيصاد. وقال الأصمعي في قولهم: هذا أرجل من الحرش إن الضب قال لابنه: إذا سمعت صوت الحرش فلا تخرجن، فسمع الحسل صوت الحفر فقال لأبيه: أهذا الحرش؟ فقال: يا بني هذا أجل من الحرش، فأرسلت مثلاً، وقوله: ضب العداوة يعني الحقد الكامن في القلب، وإنما سمي ضبا لأن الضب إذا خدع في جحره وصف عند ذلك بالمكر والخبث فيقولون: خب ضب

الصفحة 643