كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

يأكل الجراد ولا يقربها فهي تلج في جحره وتجتمع عنده كما تألف الخنافس العقارب، فأما الأعرابي فإنه زعم أنه يعد العقرب فإذا أدخل الحارش يده لسعته. وأنشد ابن الأعرابي لابن دعمي العجلي:
سوى أنكم جربتم فجريتم ... على دربة والضبّ يختل بالتمر
وقالوا: والضب يعجب بالتمر عجباً شديداً ويحتال لصيده وكذلك العقرب تعجب بالتمر وتصاد به. وقال آخر وهو سالم ابن دارة:
وما التمر إلا آفة وبلية ... على كل هذا الخلق من ساكني البحر
وفي البر من سمع وذئب وعقرب ... وخنفسة تسعى وثرملة تسري
وقد قيل في الأمثال إن كنت راعياً ... عذيرك إن الضب يختل بالتمر
وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال لرجل من أهل الطائف الحبلة أفضل أم النخلة؟ فقال: الحبلة أترببها وأتشببها وأستظل في ظلها، والبلح يرمّق بها، فقال عمر: تأبى ذلك عليك الأنصار، ودخل عليه ابن عبد الرحمن بن محض الأنصاري فقال له عمر مثل ذلك فقال: الزبيب إن آكله أضرس، وإن أتركه أغرث، ليس كالصقر في رؤوس الرقل، الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل،

الصفحة 647