كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

كالأفعى، وتقول العرب: أروى من ضب، لأنه عندهم لا يحتاج إلى شرب الماء. وقال عبدة بن الطيب:
ما كنت أول ضب نال تلعته ... غيث فأمرع واسترخى به الدار
قالوا: الضب إذا أمن وخلا له وجوه وأخصب نفخ وكش نحو كل شيء يريده وتطاول له، وبه ضرب المثل. قال ابن ميّادة:
وأنّي لقيس من بغيض تناصر ... إذا أسد كشّت لفخر ضبابها
وقال آخر وهو دملج بن عبد المجاب:
إذا كان بيت الضب وسط مضبة ... تطاول للشخص الذي هو حابله
المضبة مكان الضباب ومجتمعها وليست تكون إلا في موضع بعيد من الناس ولا تكون بقربها حية ولا ورل ولا ظربان فحينئذ يأمن ويتطاول. وقال ابن ميّادة:
ترى الضّب إن لم يرهب الضب غيره ... يكشّ له مستكبراً أو يطاوله
وقال آخر:
أعام بن عبد الله إني وجدتكم ... كعرفجة الضّب التي تتذلل
العرفجة لينة وعودها لين فالضب يعلوها ويتشوف عليها، شبههم في لينهم وضعفهم بالعرفج، ولست تر الضب أبدا ًوهي سامية

الصفحة 649