كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

لأنه لا يسمع لشراده وشدة نفاره. وقال الشاعر وذكر أفعى:
وتارة تحسبه ميتاً ... من طول إطراق وإسبات
أصم أعمى لا يبجيب الرقى ... يفتّر من عصل حديدات
فجعله أعمى لطول سباته وإطراقه كما جعله أصم لأنه لا يجيب الرقي.
وقال أعرابي يصف عين الأفعى والبيت للراعي:
ويدني ذراعيه إذا شاء سادراً ... إلى رأس صل قائم العين أشنع
يقال إن عين الأفعى لا تدور والمقلة لا تزول. وقالت أعرابية جاهلية تصف أفعى:
وتدير عيناً للوقاع كأنها ... سمراء طاحت من نفيض برير
إنما أرادت أنها تنظر يميناً وشمالاً لأن المقلة لا تزول والحية تبدي السلخ من ناحية عيونها في الربيع والخريف ولذلك يظن من يعاينها في ذلك الوقت أنها عمياء. وقال عنتر

الصفحة 672