كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني (اسم الجزء: 2)

هكذا صفة الأفعى لأنها أبداً نائمة مسبوتة فإن أنكرت شيئاً نهشنه كالبرق الخاطف في السرعة وقال آخر:
حتى إذا تابع ين سلخين ... اقبل وهو واثق بثنتين
بسمّة الرأس ونهش الرجلين
ذهب إلى آن لا يكون قاتلاً حتى تأتي عليه سنتان. وقال آخر:
ثم دنا من رأس نضناض أصم ... فحاصه بين الشراك والقدم
بمذرب أخرجه من جوف كم
قال: أنياب الأفاعي مصونة في أكمام ما لم تعض وكذلك مخالب الأسد لها كالغلف، قال أبو زبيد:
بحجن كالمحالق في فتوخ ... يقيها قضة الأرض الدخيس
وقال البعيث يهجو رجلاً:
مدا من جوعات كأن عروقه ... مسارب حيات تسرّبن سمسما
يقول هو بادي العروق من سوء الحال فكأنها ممرّ حيات، تسربن سمسما أي انسبن، وسمسم مكان، ويروي: تشربن سمسما، أي سمّاً.

الصفحة 675