كتاب الإيجاز في شرح سنن أبي داود للنووي

هذا الكتاب، لم يَحْتَجْ معهما إلى شيءٍ من العلم البَتَّة" (¬1)، قال الخطابي: "وهذا كما قال لا شكَّ فيه؛ لأنَّ الله (سبحانه وتعالى) أنزل كتابه تبيانًا لكل شيءٍ، وقال تعالى: {ومَا فَرطنَا فِي الكتب مِن شَيء} (¬2) [الأنعام: 38]، لكن التبيان ضَرْبان: جَليٌّ ذَكَرَهُ نَصًّا (¬3)، وخَفيٌّ بيَّنه النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬4)، فمن جمع (¬5) الكتاب والسنَّة فقد استكمل ضَرْبَي (¬6) البيان، وقد جمع أبو داود في كتابه من الحديث في أصول العلم، وأمهات السنن، وأحكام الفقه، ما لا نعلم مُتقدّمًا سبقه إليه، ولا متأخرًا لحقه فيه [رحمه الله] (¬7) ".
ورُوّينا عن أبي داود رحمه الله قال: "كتبتُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس
¬__________
(¬1) نقله السخاوي في "بذل المجهود" (59 ط أضواء السلف).
(¬2) بعدها في "معالم السنن": (فأخبر سبحانه أنه لم يغادر شيئًا من أمر الدين لم يتضمن بيانه الكتاب إلاَّ أن البيان على ضربين".
(¬3) جاءت العبارة في "معالم السنن" هكذا: "وبيان جلي، تناوله الذكر نَصًّا"، وهكذا نقلها عنه المصنف في "تهذيب الأسماء واللغات" (2/ 226 - 227) والسخاوي في "بذل المجهود" (ص 60).
(¬4) جاءت العبارة في "معالم السنن" هكذا: "وبيان خفي اشتمل عليه معنى التلاوة ضمنًا، فما كان من هذا الضرب، كان تفصيل بيانه موكولاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو معنى قوله سبحانه: {لِتُبَيِنَ لِلناسِ مَا نُزِّلَ إلَيهم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُون} [النحل: 44] ". وهكذا نقله عنه المصنف في "تهذيب الأسماء واللغات" (2/ 227)، والسخاوي في "بذل المجهود" (ص 60).
(¬5) في "معالم السنن": "جمع بين"، وهكذا هي عند السخاوي، وسقطت من "تهذيب الأسماء واللغات".
(¬6) في "معالم السنن": "استوفى وجهي"، وهكذا هي عند المصنف في "التهذيب" وعند السخاوي.
(¬7) ليست في "معالم السنن".

الصفحة 66