كتاب المدارس النحوية

ونزل مصر يحيى1 بن معطي المغربي المتوفى سنة 628 قرأ على الجزولي، ثم رحل إلى دمشق وأقرأ النحو بها مدة، ثم تركها إلى القاهرة واستقر بها وتصدر بالجامع العتيق لإقراء الطلاب النحو، وله مصنفات مختلفة منها ألفية في النحو كألفية ابن مالك، ومنها العقود والقوانين في النحو، ومنها الفصول وحواشٍ على أصول ابن السراج وشرح على الجمل. وكان يذهب إلى أن ما النافية قد تحذف في جواب القسم2، وكان يرى أنه إذا اجتمع مع الفعل المبني للمجهول مصدر وظرف وجار ومجرور كان الجار والمجرور هما نائب الفاعل لا الظرف ولا المصدر، بينما كان يرى البصريون أن لك الخيار في إقامة أي الثلاثة نائبا للفاعل3. وذهب إلى أن "أبا ويا وهيا" للمنادى البعيد وأي والهمزة للمنادى القريب4. وكان يرى رأي الزمخشري وأستاذه الجزولي في أن علل البناء خمس: شبه الحرف، وتضمن معناه، والوقوع موقع المبني، ومناسبة المبني، والإضافة إلى المبني5. ومما ذكره في كتابه الفصول أن أسماء الإشارة بنيت لشبهها بالحروف ولم يذكر ذلك غيره6, وذكر في الفصول أيضا أن "دام" لا يجوز تقديم خبرها على اسمها7.
وكان يعاصره ابن الرماح8 علي بن عبد الصمد المتوفى سنة 633 للهجرة، وقد تصدر لإقراء النحو وقراءات الذكر الحكيم، وله مجموع في النحو يتردد ذكره في الأشباه والنظائر للسيوطي، مع بعض ملاحظاته وآرائه، من ذلك قوله: إن العَلَم قد يَرِد معرفا بالألف واللام كالأجناس وذلك في باب نعم وبئس، إذ تقول مثلا: نعم العمر عمر بن الخطاب9, وكان يقول: إن أم المتصلة تفترق عن أم المنقطعة من سبعة أوجه، ومما ذكره من هذه الأوجه أنها لا تقع إلا بعد استفهام
__________
1 راجع ترجمته في: معجم الأدباء 20/ 35, وشذرات الذهب 5/ 129, وبغية الوعاة ص416.
2 انظر المغني ص710 وقد تابعه في ذلك ابن مالك, وقابل بالأشباه والنظائر 2/ 58.
3 الهمع 1/ 163.
4 الأشباه والنظائر 1/ 304.
5 الأشباه والنظائر 2/ 24.
6 الأشباه والنظائر 3/ 4.
7 الأشباه والنظائر 3/ 5, وانظر التصريح على التوضيح للشيخ خالد الأزهري "طبع عيسى البابي الحلبي" 1/ 187.
8 انظره في البغية ص341.
9 الأشباه والنظائر 2/ 40.

الصفحة 340