كتاب المدارس النحوية

وما بعدها معطوف على ما قبلها، وتقتضي المعادلة، مثل: أضربت عليا أم نهرته؟ 1.
ومن نحاة العصر الأيوبي النابهين علي2 بن محمد بن عبد الصمد السخاوي المتوفى سنة 643 للهجرة، وله شرحان على كتاب المفصل للزمخشري، وشرح على أحاجيه النحويه. واسمه يدور في كتاب الأشباه والنظائر. وله ملاحظ وآراء دقيقة كثيرة، من ذلك قوله: إن باب فعيلة تحذف منه التاء والياء في النسب مثل: حنيفة وحنفي, وكأنه لما تطرق إليه تغيير بحذف التاء حذفت معها الياء بينما فعيل مثل تميم لا يحذف منه في النسب شيء3. وكان يقول: لا يدخل على المقسم به المضمر غير الباء4، وشبه الحال بالمفعول به في مجيئها بعد الفاعل، وبالظرف في انقضاء مدتها مع فعلها، وبالصفة، وبالتمييز في تنكيرها وبالخبر في فائدتها5, وكان يقول: حتى الجارة تختلف عن "إلى" في أنه لا يليها مضمر مثلها وأن فيها معنى الاستثناء وأنها لا تقع خبرا بخلاف إلى في مثل: "والأمر إليك"6. واحتفظ السيوطي له بأجوبته عن عشر مسائل نحوية ولغوية أثارها أبو نزار الحسن بن صافي النحوي، وهي تدل على سعة معارفه النحوية7. وكان يعاصره ابن الحاجب وسنخصه بكلمة أكثر طولا.
وتنشط الدراسات النحوية في عصر المماليك، بل تزدهر وتثمر ثمارا رائعة، ومن النحاة النابهين حينئذ بهاء الدين8 بن النحاس الحلبي الأصل المتوفى سنة 698 للهجرة، دخل مصر وأخذ عن شيوخها، ثم جلس لإفادة الطلاب، ولم يلبث أن أصبح شيخ الديار المصرية في علم العربية. وعليه تتلمذ أبو حيان حين نزوله مصر، وله مصنفات مختلفة من أهمها: شرح على المقرب لابن عصفور, وكان يرى أن فائدة العدل في مثل لفظة عمر الاختصار, فهي أخصر من عامر9.
__________
1 الأشباه والنظائر 2/ 214.
2 انظر ترجمته في: إنباه الرواة 2/ 311، وابن خلكان 1/ 345, وطبقات القراء 1/ 568، وطبقات الشافعية 5/ 26, ومعجم الأدباء 1/ 65, وبغية الوعاة ص349.
3 الأشباه والنظائر 1/ 137.
4 الأشباه والنظائر 1/ 228.
5 الأشباه والنظائر 2/ 190.
6 الأشباه والنظائر 2/ 192.
7 انظر الأشباه والنظائر 3/ 158.
8 انظر ترجمته في بغية الوعاة ص6.
9 الأشباه والنظائر 1/ 31.

الصفحة 341