كتاب المدارس النحوية

وأجمع النحاة أن مضافا إليه محذوف في مثل: "قطع الله يَدَ ورجلَ من قالها", واختلفوا من أي الكلمتين حُذف من يد أو رجل، واختار رأي سيبويه القائل بأن المضاف إليه المحذوف مع رجل لا يد1. وكان يقول: لا يثنى "بعض" ولا يجمع حملا على "كل" لأنه نقيض، وحكم النقيض أن يجري على نقيضه2. وكان يختار مذهب سيبويه في أن عسى في مثل "عساي وعساك" خرجت عن بابها وعملت عمل لعل3. وكان يقول: لا يضاف من ظروف المكان سوى حيث4. وكان الجمهور يذهب إلى أن الحرف معناه في غيره, وذهب إلى أنه يدل على معنى في نفسه5. وكان يرى رأي ابن عصفور في العطف على محل الجملة في التعليق بالنصب, مستدلين بقول كثير:
وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ... ولا موجعات القلب حتى تولت
بعطف كلمة موجعات على جملة "ما البكا"6. وكان يقول: إنما كُسرت النون في المثنى لسكونها وسكون الألف قبلها7! وله تعليلات مختلفة ساق منها السيوطي أطرافا8. وكان يذهب مع أستاذه ابن مالك إلى جواز مجيء المبتدأ مؤخرا نكرة مع جملة سابقة له مثل: "قصدك غلامه رجلٌ"9 والأولى أن تكون رجل فاعلا مؤخرا. ونص على أن "لو ما" مثل لولا تماما يحذف بعدها الخبر ويذكر الجواب مثل: "لوما محمدٌ ما جئت"10.
وربما كان أنبه تلاميذ أبي حيان, ابن11 أم قاسم الحسن بن قاسم المتوفى سنة 749 للهجرة, وأم قاسم جدته لأبيه, نُسب إليها. وله شرح على المفصل للزمخشري وثانٍ على التسهيل وثالث على الألفية لابن مالك. وتحتفظ كتب النحو له بآراء مختلفة، من ذلك أنه كان يرى أن المحذوف في "إنا وأنا ولكنا" النون
__________
1 الأشباه والنظائر 1/ 42.
2 الأشباه والنظائر 1/ 196.
3 نفس المصدر 1/ 229.
4 الأشباه والنظائر 2/ 88.
5 الهمع 1/ 4, والأشباه والنظائر 3/ 2.
6 المغني ص467.
7 الأشباه والنظائر 1/ 196.
8 انظر الأشباه والنظائر 1/ 242، 1/ 262، 1/ 270، 2/ 88.
9 الهمع 1/ 101.
10 الهمع 1/ 105.
11 انظره في البغية ص226.

الصفحة 342