كتاب قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن

قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كتب عَلَيْكُم الصّيام كَمَا كتب على الَّذين من قبلكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} 183
اخْتلف الْمُفَسِّرُونَ بعد إِجْمَاعهم على نسخهَا فِيمَن أَشَارَ الله إِلَيْهِم من قبل فَقَالُوا أَشَارَ الله إِلَى الْأُمَم الْمَاضِيَة وَذَلِكَ أَن الله تَعَالَى يبْعَث نَبيا الافرض عَلَيْهِ وعَلى أمته شهر رَمَضَان فآمنت بِهِ هَذِه الْأمة وكفرت بِهِ سَائِر الْأُمَم السالفة
قلت فِيهِ نظر مَا لم تحمل على أَن المُرَاد بعد أَنْبِيَائهمْ
وَقَالَ آخَرُونَ أَشَارَ بالذين من قبلنَا إِلَى النَّصَارَى وَذَلِكَ أَنهم إِذا افطروا أكلُوا وَشَرِبُوا وجامعوا النِّسَاء مَا لم يصلوا عشَاء الْآخِرَة يَنَامُوا قبل ذَلِك فَلم يزل أَمر الْمُسلمين كَذَلِك حَتَّى وَقع أَرْبَعُونَ رجلا فِي خلاف الْأَمر مِنْهُم عمر بن الْخطاب فجامعوا نِسَائِهِم بعد النّوم فَأنْزل الله النَّاسِخ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى
{أحل لكم لَيْلَة الصّيام الرَّفَث إِلَى نِسَائِكُم} الْآيَة

الصفحة 60