كتاب النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

فلفظ «الصحبة» الأول منصوب على الإغراء بفعل محذوف كثير حذفه حيث لا عطف ولا تكرار، أي ارع الصحبة التي لي.
ولفظ «الصحبة» الثاني الواقع في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوع على الابتداء مع حذف الخبر لظهوره، أي الصحبة مرعية.
* *
ووقع فيه قوله [5: 136، 14]:
(وأصيب فيهم يومئذ عروة بن أسماء فسمي عروة به).
أي فسمي عروة بن الزبير به. فـ «عروة» نائب فاعل لفعل «سمي» على أن المراد به الذات المسماة لا اللفظ. وقوله: «به» متعلق بـ «سمي»، والضمير المجرور عائد إلى «عروة بن أسماء» أي باسمه، فالضمير عائد إلى الاسم لا إلى المسمى، كما في قولهم: عندي درهم ونصفه. والمجرور في موضع المفعول الثاني لـ (سمي)؛ لأنه يقال: سميت المولود محمدًا. ويقال: سميت المولود بمحمد.
ويجوز نصب «عروة» على أنه مفعول ثان لـ (سمي)، أي سمي هذا الاسم، فالمراد لفظ (عروة) لا ذاته. ويكون النائب عن الفاعل ضميرًا عائدًا إلى الراوي وهو عروة بن الزبير.
* *
وقوله فيه [5: 136، 15]:
(ومنذر بن عمرو سمي به منذر).
أي وأما منذر بن عمرو فسمي به منذر. فيتعين أن يكون «منذر بن عمرو» مبتدأ خبره جملة «سمي به منذر» وأن يكون «منذر» الثاني المراد به منذر بن الزبير نائب فاعل «سمي» لعدم صلوحية تقدير ضمير منذر بن الزبير في «سمي» إذ لم يتقدم له ذكر، ويكون «به» في موقع المفعول الثاني.

الصفحة 138