كتاب التنبيه على مبادئ التوجيه - قسم العبادات (اسم الجزء: 1)

فصل (صفة المؤذن)
وأما صفة المؤذن فالمقتدى به في الأوقات يجب أن يكون ذا دين (¬1)، عارفاً بالأوقات. ومن كماله أن يكون بالغ (¬2) الصوت، حسنه؛ لأن الأذان لغة وشرعاً للإعلام، ومنه قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} (¬3)، أي أعلمهم. وإذا كان المقصود الإعلام فالبالغ (¬4) بالصوت أكمل في ذلك، والنفوس مجبولة على الميل إلى حسن الصوت. فلذلك قلنا من كماله أن يكون حسناً.

(أمور ينبغي للمؤذن مراعاتها)
ويستحب للمؤذن أن يستقبل القبلة عند التكبير والتشهد (¬5). وأما دورانه ووضع أصبعيه في أذنيه فإن قصد بذلك المبالغة في الإبلاغ (¬6) فهو مشروع. ويكره التطريب المخرج عن باب الأذان إلى باب الأغاني. ولا يتكلم في أذانه إلا أن يضطر إلى الكلام بأن يخاف هلاكاً على نفسه (¬7) أو على غيره أو على ماله. فإن تكلم بنى إلا أن يطول الكلام (¬8) طولاً يخرج الأذان عن بابه.
وهل يرد السلام إشارة؟ قولان: المشهور أنه لا يرده. والشاذ أنه يرده كالمصلي. والفرق بينه وبين المصلي على المشهور أن المصلي ممنوع من الكلام فجاز له الانتقال إلى الإشارة، والمؤذن غير ممنوع كالمصلي، فلا
¬__________
(¬1) في (ق) و (ص) آمنا ذا دين.
(¬2) في (ر) بليغ.
(¬3) الحج: 27.
(¬4) في (ت) و (ص) البليغ وفي (ر) فالتبليغ.
(¬5) في (ر) و (ق) والتشهيد.
(¬6) في (ر) الاستماع.
(¬7) في (ق) الهلاك على نفسه وفي (ر) هلاك نفسه.
(¬8) في (ق) كلامه.

الصفحة 393