كتاب فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة

الجواب: العصمة ليست لأحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالحكام بشر يخطئون، ولا شك أن عندهم أخطاء وليسوا معصومين، ولكن لا نتخذ أخطاءهم مجالا للتشهير بهم ونزع اليد من طاعتهم، حتى وإن جاروا وإن ظلموا، حتى وإن عصوا، ما لم يرتكبوا كفرا بواحا، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان عندهم معاص وعندهم جور وظلم، فإن الصبر على طاعتهم جمع للكلمة ووحدة للمسلمين وحماية لبلاد المسلمين، وفي مخالفتهم ومنابذتهم مفاسد عظيمة أعظم من المنكر الذي هم عليه لأنه يحصل ما هو أشد من المنكر الذي يصدر منهم، ما دام هذا المنكر دون الكفر ودون الشرك.
ولا نقول: إنه يسكت على ما يصدر من الحكام من أخطاء، لا ... بل تعالج، ولكن بالطريقة السليمة، بالمناصحة لهم سرا والكتابة لهم سرا.
وليست بالكتابة التي تكتب بالإنترنت أو غيره، ويوقع عليها جمع كثير، وتوزع على الناس، فهذا لا يجوز، لأنه تشهير، هذا مثل الكلام على المنابر، بل هو أشد، فإن الكلام ممكن أن ينسى، ولكن الكتابة تبقى تتداولها الأيدي، فليس هذا من الحق.
قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) (¬1).
¬_________
(¬1) رواه مسلم في " الصحيح " (55) والبخاري في " الصحيح " (56) والترمذي في " السنن " (1826) وأبو داود في " السنن " (4944).

الصفحة 123