كتاب فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة

المسلمين تكون: بطاعتهم بالمعروف، وتكون بالدعاء لهم، وبيان الطريق الصحيح لهم، وبيان الأخطاء التي قد تقع منهم من أجل تجنبها، وتكون النصيحة لهم سرية، بينهم وبين الناصح، وتكون أيضا بالقيام بالأعمال التي يوكلونها إلى موظفيهم، وإلى من تحت أيديهم؛ بأن يؤدوا أعمالهم بأمانة وإخلاص، هذا من النصيحة لولي أمر المسلمين. وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه " (¬1).
ومعنى ذلك أن المسلمين على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: من عنده العلم والسلطة فهذا يغير المنكر بيده، وذلك مثل ولاة الأمور، ومثل رجال الهيئات والحسبة؛ الذين نصبهم ولي الأمر للقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهؤلاء يغيرون بأيديهم بالطريقة الحكيمة المشروعة.
القسم الثاني: من عنده علم وليس عنده سلطة؛ فهذا يغير بلسانه، بأن يبين للناس حكم الحلال والحرام والمعروف والمنكر، ويأمر وينهى ويرشد ويعظم وينصح، هذا من الإنكار باللسان.
القسم الثالث: من ليس عنده علم وليس عنده سلطة، ولكنه مسلم، فهذا عليه أن ينكر المنكر بقلبه، بأن يكره المنكر وأهل المنكر ويبعد نفسه
¬_________
(¬1) رواه أحمد في " المسند " (3/ 10، 20، 49، 52، 54، 92) ومسلم في " الصحيح " (49) وابن حبان في " الصحيح " (306) وأبو عوانة في " المسند " (98) والترمذي في " السنن " (2172) وأبو داود في " السنن " (4340) وابن ماجه في " السنن " (4013).

الصفحة 127