كتاب فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة

هو مقرر في شريعة الإسلام وكما هو قول نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم: «لا يجني جان إلا على نفسه» (¬1). ولأن القرآن يقول: {ألا تزر وازرة وزر أخرى} [النجم: آية 38] أي لا تتحمل وازرة وزر أخرى، ولا يحمل بريء ذنب مسيء، ولا يعاقب مسالم كافا الأذى بسبب إجرام مرتكب جريمة.
ومما أثير عما قد يقال أو تردد في بعض وسائل الإعلام عن الشعب الأمريكي، وما قد يكون ينظر للمسلمين المتواجدين في أمريكا من أصل أمريكي أو من وافدين إليها من العرب أو غيرهم، وهل هذا مما يقبل عقلا؟.
ذكرت وأذكر هنا أنه لا يتوقع أن الشعب الأمريكي الذي يقول عن نفسه أنه من أبرز حماة الديمقراطية، وحامل لواء العدل، لا يعقل أن ينظروا إلى مواطنيهم أو ضيوفهم من العرب والمسلمين، ومن غير المسلمين من العرب أيضا، لا يمكن أن ينظر إليهم الشعب الأمريكي مع ما هو فيه من مناعة، وما يفترض فيهم العقل ومعرفة التجانس، وتذكر ما قد حدث في أيام المحن، لا يمكن أن ينظر إلى غير المسيء بنظرته للمسيء، فإنه لا يستوي المجرم مع غير المجرم، ولا يحمل مسالم ذنب وجريرة معتد ظالم.
إنني أؤكد أن مثل العمل غير مقبول في الإسلام، وألمحت إلى أن الناس في القتال -في الغالب- لا يفكرون في أيام الحروب فيما يصيب من لم يشارك آثار في الحرب من أضرار وسفك للدماء، ما عدا أن الإسلام
¬_________
(¬1) رواه الترمذي في "السنن" (2159) وابن ماجه (3659).

الصفحة 62