كتاب فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة

ومعلوم ما يحصل من ولاة الأمر المسلمين من الخير والهدى والمنفعة العظيمة؛ من إقامة الحدود، ونصر الحق، ونصر المظلوم، وحل المشاكل، وإقامة الحدود والقصاص، والعناية بأسباب الأمن، والأخذ على يد السفيه والظالم، إلى غير هذا من المصالح العظيمة، وليس الحاكم معصوما؛ إنما العصمة للرسل عليهم الصلاة والسلام فيما يبلغون عن الله عليهم الصلاة والسلام، لكن الواجب التعاون مع ولاة الأمور في الخير، والنصيحة فيما قد يقع من الشر والنقص، هكذا فهم المؤمنون، وهكذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أمر بالسمع والطاعة لولاة الأمور، والنصيحة لهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم» (¬1) الحديث، ويقول عليه الصلاة والسلام: "الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة" قالوا: يا رسول لمن؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم" (¬2) وقال عليه الصلاة والسلام: "من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره
¬_________
(¬1) رواه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين برقم (8444)، ومالك في "الموطأ" في كتاب الجامع برقم (1572).
(¬2) رواه الترمذي في البر والصلة برقم (1448)، والنسائي في البيعة برقم (4128)، وأبو داود في الأدب برقم (4293).

الصفحة 84