كتاب فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة

ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة" (¬1)
ولما سئل عن ولاة الأمر الذين لا يؤدون ما عليهم قال صلى الله عليه وسلم: «أدوا الحق الذي عليكم وسلوا الله الذي لكم» (¬2) فكيف إذا كان ولاة الأمور حريصين على إقامة الحق، وإقامة العدل، ونصر المظلوم، وردع الظالم، والحرص على استتباب الأمن، وعلى حفظ نفوس المسلمين ودينهم وأموالهم وأعراضهم، فيجب التعاون معهم على الخير، ترك الشر، ويجب الحرص على التناصح والتواصي بالحق؛ حتى يقل الشر، ويكثر الخير.
وقد من الله على هذه البلاد بدعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، ومناصرة جد هذه الأسرة الإمام محمد سعود -رحمه الله- لهذه الدعوة، وحصل بذلك من الخير العظيم، ونشر العلم والحق، ونشر الهدى والقضاء على الشرك، وعلى وسائل الشرك وعلى قمع أنواع الفساد من البدع والضلالات؛ ما يعلمه أهل العلم والإيمان، ممن سبر هذه الدعوة، وشارك فيها، وناصر أهلها.
فصارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والإخلاص له، والبعد عن البدع والضلالات، ووسائل الشرك، حتى جرى ما جرى من الفتنة المعلومة؛ التي حصل بسببها العدوان على هذه الدعوة وأهلها، ثم جمع الله الشمل على يدي الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود والد
¬_________
(¬1) رواه مسلم في الإمارة برقم (3448)، وأحمد في باقي مسند الأنصار برقم (22856).
(¬2) رواه مسلم في الفتن برقم (2116)، بلفظ "أدوا إليهم حقهم وسلوا الله الذي لكم" ورواه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة برقم (3458).

الصفحة 85