كتاب أخذ المال على أعمال القرب (اسم الجزء: 1)

وهذا هو معنى قول الإمام الشّافعيّ السابق: "ما له قيمة".
أمّا قوله: "يتموّل" فقد صردت هذه الكلمة كثيرًا فيما مرّ معنا من تعريفات، وقد نقل الإمام السيوطيّ (¬1) ضابطًا لهذه الكلمة عن الإمام الشّافعيّ؛ قال: "وأمّا المتموَّل فذكر الإمام له في باب اللقطة ضابطين:
أحدهما: أن كلّ ما يقدر له أثر في النفع فهو متمول، وكل ما لا يظهر له أثر في الانتفاع فهو لقلته خارج عن المتمول.
الآخر: أن المتمول هو الّذي يعرض له قيمة عند غلاء الأسعار، والخارج عن المتمول: هو الّذي لا يعرض فيه ذلك" (¬2).
التعريف الثّالث: عرّفه الزركشي (¬3)، فقال: "المال: ما كان منتفعًا به، أو: مستعدًا لأنّ ينتفع به".
¬__________
(¬1) هو: عبد الرّحمن بن أبي بكر بن محمّد بن سابق الدِّين الخضري السيوطيّ الملقب بجلال الدِّين، الفقيه المحدث المؤرخ النحوي المفسر الأصولي، أحد علماء الشّافعيّة، ادعى رتبة الاجتهاد، ولد في القاهرة سنة 849 هـ، كان من المكثرين في التأليف، حيث بلغت مؤلفاته حوالى ستمائة مصنف في كلّ العلوم من أهمها: الإتقان في علوم القرآن , الدر المنثور في التفسير بالمأثورة؛ تدريب الراوي في المصطلح، والأشباه والنظائر في قواعد الفقه الشّافعيّ، توفي بالقاهرة سنة 911 هـ انظر: حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 335 - 344، وشذرات الذهب لابن العماد: 10/ 74 - 75.
(¬2) الأشباه والنظائر للسيوطي: ص 533.
(¬3) الزركشي هو: بدر الدِّين أبو عبد الله محمّد بن بهادر بن عبد الله المصري مولدًا ونشاة ووفاة، إمام من أئمة الإسلام، وعلم من أعلام الشّافعيّة، ومفخرة العلماء بالديار المصرية، ولد سنة 745 هـ بمصر، وبها توفي سنة،794 هـ له مؤلفات كثيرة في شتى العلوم منها: البحر المحيط في أصول الفقه، والمنثور في القواعد، وخبايا الزوايا في الفروع، وغيرها كثير. انظر: الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 397، شذرات الذهب: 8/ 572، 573.

الصفحة 39