كتاب القواعد والضوابط الفقهية في الضمان المالي

٣ - عن سهل بن حنيف (¬١) - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من أذلّ عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على أن ينصره أذله الله عزّ وجلّ على رؤوس الخلائق يوم القيامة) (¬٢).
٤ - عن أبي سعيد الخدري (¬٣) - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) (¬٤).
وجه الدلالة: من هذه الأحاديث الثلاثة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بنصرة المظلوم، ولو أدى ذلك إلى قتل الظالم، كما أمر بإنكار المنكر على المستطيع باليد، وهذا
---------------
(¬١) هو الصحابي الجليل سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم الأنصاري الأوسي العوفي، قيل: كنيته أبو ثابت، وقيل غير ذلك، شهد بدراً، وثبت يوم أحد، وشهد غيرهما من المشاهد، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن زيد بن ثابت، وروى عنه: ابناه أبو أمامة وعبد الله وابن أبي ليلى وغيرهم، مات بالكوفة سنة ٣٨ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (٢/ ٣٢٥)، الإصابة (٣/ ١٣٩).
(¬٢) أخرجه أحمد في مسنده (٣/ ٤٨٧)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٢٦٧): «وفيه ابن لهيعة؛ وهو حسن الحديث وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات».
(¬٣) هو الصحابي الجليل سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة، أبو سعيد الخدري الأنصاري الخزرجي، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وغيرهم، وحدث عنه ابن عمر وجابر وأنس وآخرون، كان من فقهاء الصحابة ومن المجاهدين، شهد الخندق وبيعة الرضوان، مات سنة ٧٤ هـ وقيل غير ذلك.
انظر: سير أعلام النبلاء (٣/ ١٦٨)، والإصابة (٣/ ٨٥).
(¬٤) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان (١/ ٦٩) برقم (٤٩).

الصفحة 119