كتاب القواعد والضوابط الفقهية في الضمان المالي

واستدلوا على ذلك بالكتاب والسنة والمعقول، وذلك على النحو الآتي:
١ - قال الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (¬١).
٢ - وقال جل ذكره: {وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (¬٢).
٣ - وقال سبحانه وتعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} (¬٣).
٤ - وقال جل وعز: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (¬٤).
٥ - وقال عز من قائل: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (¬٥).
وجه الدلالة من الآيات الكريمات: دلت هذه الآيات الكريمات على أن كل إنسان يتحمل ما يترتب على فعله وتقصيره؛ فمن أتلف شيئاً وجب عليه ضمانه، ولا يتحمله أحد غيره.
٦ - عن أبي رمثة (¬٦)
- رضي الله عنه - قال: انطلقت مع أبي نحو النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي: (ابنك هذا؟) قال إي ورب الكعبة‍، قال: (حقاً؟) قال: أشهد
---------------
(¬١) سورة البقرة، الآية [٢٨٦].
(¬٢) سورة الأنعام، الآية [١٦٤]. وانظر: سورة الزمر، الآية [٧]، وسورة النجم، الآيات [٣٨ - ٣٩].
(¬٣) سورة فاطر، الآية [١٨].
(¬٤) سورة النساء، الآية [١٢٣].
(¬٥) سورة المدثر، الآية [٣٨].
(¬٦) هو الصحابي الجليل أبو رمثة البلوي، ويقال: التميمي، ويقال: التيمي، قيل: اسمه رفاعة بن يثربي، وقيل: يثربي بن رفاعة، وقيل غير ذلك، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنه إياد بن لقيط وثابت بن أبي منقذ.

انظر: تهذيب الكمال (٣٣/ ٣١٦ - ٣١٧)، الإصابة (٧/ ٦٨).

الصفحة 655