كتاب العدة للكرب والشدة لضياء الدين المقدسي

38 - وَبِهِ أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: دَخَلَتْ فِي أُذُنِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ حَصَاةٌ، فَعَالَجَهَا الْأَطِبَّاءُ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهَا حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى سِمَاخِهِ، فَأَسْهَرَتْ لَيْلَهُ، وَنَغَّصَتْهُ عَيْشَ نَهَارِهِ، فَأَتَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ الْحَسَنِ فَشَكَى ذَلِكَ إِلَيْهِ.
فَقَالَ: وَيْحَكَ! إِنْ كَانَ شَيْئًا يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ فَدَعْوَةُ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهَا دَعْوَتُهُ الَّتِي دَعَا بِهَا فِي الْقِفَارِ، وَهِيَ دَعْوَتُهُ الَّتِي دَعَا بِهَا فِي الْبَحْرِ.
قَالَ: وَمَا هِيَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: «يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ، يَا حَلِيمُ يَا عَلِيمُ.
فَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ، فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْنَا حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ أُذُنِهِ وَلَهَا طَنِينٌ حَتَّى صَكَّ فِي الْحَائِطِ، وَبَرَأَ»

الصفحة 81