كتاب أخبار النحويين البصريين للسيرافي

من البصريين حماد بن الزبرقان وكان يونس يفضله.
وقال اليزيد في الكسائي وأصحابه.
كنا نقيس النحو فيما مضى ... على لسان العرب الأول
فجاءنا قوم يقيسونه ... على لغى أشياخ قطربل
فكلهم يعمل في نقص ما ... به يصاب الحق لا يأتل
إن الكسائي وأشياعه ... يرقون في النحو إلى أسفل
ثم إن اليزيدي رثى الكسائي ومحمد بن الحسن الفقيه صاحب أبي حنيفة وكانا قد خرجا مع الرشيد إلى خراسان فماتا في الطريق فقال:
تضرمت الدنيا فليس خلود ... وما قاضي القضاة ترى من بهجة سيبيد
لكل امرئ منا من الموت منهلٌ ... وليس له إلا عليه ورود
ألم تر شيئاً شاملاً ينذر البلى ... وإن الشباب الغض ليس يعود
سيأتيك ما أفنى القرون التي خلت ... فكن مستعداً فالفناء عتيد
أسيت على قاضي القضاة محمد ... فأذريت دمعي والفؤاد عميد
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحه يوماً وأنت فقيد

الصفحة 36