كتاب سهم الألحاظ في وهم الألفاظ

وسألَهُ عن اسمِهِ فقالَ: أبو عمرو. قالَ: فلم أراجِعْهُ لهيبتِهِ. وقولُ الفرزدقِ إنّهُ ابنُ عمّار، من بابِ النسبةِ بالبنوةِ إلى الجدِّ، وإلاّ فهو أبو عمرو بن العلاء بن عمّار، كما ذكروه.
23 - ومن ذلك قولهم لآلةِ النَجّارِ المخصوصة: (القَدُّومُ) بتشديدِ الدال. ففي أدبِ الكاتب (65) أَنَّهُ لا يُقالُ: قَدُّوم، بتشديدِها. ومِثْلُهُ عن ابنِ السِّكِّيت (66) . وقالَ ابنُ الأنباريّ (67) : العامّةُ تُخطِئُ فيها وتُثَقِّلُ. ومثلُهُ في البارعِ (68) . وقَوْلُهُ (699: فقلتُ أَعِيراني القَدُومَ لَعَلّني ناطِقٌ بتخفيفِ الدالِ بلا جِدالٍ. فلا مجالَ لاعتبارِ قولِ صاحبِ المُغْرِبِ (70) : (وأمّا القَدومُ من آلاتِ النَجّارِ فالتشديدُ فيه لُغَةٌ) بعدَ هذِهِ الأقوالِ. على أنّ صاحبي (129 آ) المطالعِ والتقريبِ (71) لم يحكيا فيها التشديد أصلاً، بل في المطالعِ أَنّها مُخَفّفَةٌ لا غَيْر.
__________
(65) أدب الكاتب 378.
(66) إصلاح المنطق 183. وابن السكيت هو يعقوب بن إسحاق، ت 244 هـ. (تاريخ بغداد 4 / 273، معجم الأدباء 10 / 50، إنباه الرواة 4 / 50) .
(67) أبو بكر محمد بن القاسم، ت 328 هـ. (الفهرست 82، تاريخ بغداد 3 / 118، الأنساب 1 / 353) . وقولته في كتاب المذكر والمؤنث 414.
(68) أخل به كتاب البارع المطبوع بتحقيق د. هاشم الطعان، رحمه الله تعالى.
(69) بلا عزو في اللسان (قدم) والمقاصد النحوية 1 / 350 وهمع الهوامع 1 / 224، وعجزه: أخط به قبراً لأبيض ماجد.
(70) المغرب في ترتيب المعرب 2 / 162.
(71) صاحب (مطالع الأنوار على صحاح الآثار) هو ابن قرقول، ت 569 هـ. وصاحب (التقريب في علم الغريب) هو ابن خطيب الدهشة، ت 834 هـ.

الصفحة 34